مصادر مطلعة كشفت لـ«لجريدة التحرير» أن جماعة الإخوان المسلمين وافقت بشكل مبدئى على العربى كمرشح توافقى لرئاسة الجمهورية، وأن الجماعة كلفت مجموعة من الشخصيات العامة، لتحديد جلسات مشتركة بين قيادات مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة، للجلوس مع العربى والتعرف على رؤيته خلال الفترة القادمة.
المصادر أكدت أن ما يرجئ إعلان الجماعة موافقتها المبدئية هو وجود خلاف داخل صفوف الجماعة حول مرشح الإخوان، فمكتب الإرشاد وقيادات الصف الأول للجماعة والحزب يبدون موافقة على العربى، وهو ما ناقشته خلال عديد من اجتماعاتها الأسبوع الماضى، غير أن القيادات الوسيطة يحظى أبو الفتوح القيادى السابق بالجماعة، بقبول واسع لديها، أما قواعد الجماعة، التى فقد مكتب الإرشاد السيطرة عليها، وباتت صاحبة قرارها بشكل أكبر مما كان قبل الثورة، فترى أن هناك تناقضا بين موقف قيادات الجماعة والمشروع الإسلامى الذى تربوا عليه، والذى يمتد إلى تحقيق أستاذية العالم، لذلك فهى ستدعم إما محمد سليم العوا، أو حازم صلاح أبو إسماعيل.
وربما يكون موقف قواعد الجماعة هو السبب وراء إعلان خيرت الشاطر نائب المرشد عن اعتزام تشكيل الإخوان الحكومة فى رسالة للقواعد، بأن المشروع الإسلامى قائم، وإن كانت خطواته تدريجية، تبدأ بالبرلمان والحكومة وفى الخطوة التالية الرئاسة.
القوى التى كانت قد أعلنت دعمها لأبو الفتوح، بعد قرار البرادعى بعدم الترشح للرئاسة، عادت لتطرحه نائبا للعربى، بحجة أن أبو الفتوح سيعانى كثيرا فى حالة وصوله إلى الحكم من سيطرة الإخوان على البرلمان والحكومة، وهو ما قد يجهد أى محاولات من قبل أبو الفتوح لتحقيق مشروعه وبرنامجه، لكن أبو الفتوح الذى رفض عرض أن يكون نائبا للبرادعى من قبل أكد أنه مستمر فى مشوار انتخابات الرئاسة.
ورغم عدم إعلان العربى ترشحه رسميا فإن طرح اسمه جعل عددا من القوى السياسية تدرس دعم العربى فى الانتخابات، غير أن حزب النور السلفى رأى أن العربى مرشح التيار الليبرالى، وعليه فإن الحزب سيطرح مرشحا إسلاميا آخر فى مواجهته، وذلك بعد سحب دعمهم حازم صلاح أبو إسماعيل، غير أن الأمر سيحدد من قبل الهيئة الشرعية للإصلاح، بعد مشاورات مع مجلس شورى علماء السلفية، الأسبوع القادم.