حمّلت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان أصدرته مساء الأربعاء، كلاً من وزارة الداخلية، ومشجعي الـ«ألتراس»، مسؤولية أحداث استاد بورسعيد، التي أسفرت عن مقتل 74 مشجعًا عقب انتهاء مباراة الأهلي والمصري، فيما اعتبرها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، مؤامرة لتعطيل نقل السلطة إلى الإدارة المدنية المنتخبة.

اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان أصدرته مساء الأربعاء، أن هناك تدبيرا خفيا يقف وراء «مذبحة استاد بورسعيد» عقب مبارة النادي الأهلي والنادي المصري البورسعيدي،

وقال بيان الجماعة إن «تقاعس السلطة عن حماية المواطنين لا يمكن أن يقع تحت وصف الإهمال أو التقصير، وإن حالة الانفلات الأمني في جميع أنحاء البلاد أفرزت حالات السطو المسلح على البنوك واستسهال القتل لأتفه الأسباب وتجرؤ البعض على التهديد بالعدوان على البرلمان والتعدي على شباب الإخوان المسلمين الذين سعوا إلى تأمينه، الأمور التي نخشى معها أن يكون بعض ضباط الشرطة يقومون بمعاقبة الشعب على قيامه بالثورة وحرمانهم من الطغيان على الناس، وتقليص امتيازاتهم».

وأرجع البيان أحداث استاد بورسعيد إلى التستر على من قاموا بالكوارث التي حدثت قبل ذلك في ماسبيرو، وشارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، ونسبتها في كل مرة إلى مجهولين، مما أدى إلى إفلات المجرمين الحقيقيين من المحاكمة والعقاب، وأغرى كل من يريد الإفساد في الأرض أن يقوم بذلك وهو آمن.

وأضاف: «شحن نفوس المشجعين الذين يطلقون على أنفسهم اسم الألتراس بالكراهية والعداء تجاه بعضهم البعض، والتعصب الذميم في تشجيع أنديتهم، واختلاط البلطجية بهم، وتسهيل عدوانهم على الآخرين أحد أسباب هذه المأساة في حين أننا نرى أن الرياضة بطبيعتها إنما هي أخلاق وسلوك راق».

وحذر البيان المسؤولين من محاولات تدمير مصر أو حرقها أو هدم مؤسساتها، وهي النظرية التي «يتبناها البعض» على حد زعم الجماعة، وطالب بالحزم في تطبيق القانون على الجميع دون محاباة، ودون مراعاة لضغوط داخلية أو خارجية.

فى سياق متصل، قال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، إن هناك مخططا متعمدا لصناعة فتنة تهدف في الأساس إلى إدخال مصر في دوامة من الأزمات، واعتبر الحزب فى بيان له أن ما حدث في بورسعيد لا ينفصل بأي حال عن المشهد العام خلال الأيام الماضية من حوادث سرقة منظمة لعدد من البنوك ومكاتب البريد وانتشار حالات السطو وقطع الطرق، وهي الأفعال التي ظهرت بشكل واضح بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب التي كانت نقلة كبيرة للثورة المصرية وهو ما يشير إلى وجود أصابع لم تعد خفية تريد إدخال مصر في فوضي منظمة.

وقال البيان: «هذه المأساة التي شهدها استاد بورسعيد وكادت أن تتكرر في استاد القاهرة خلال مباراة الزمالك والإسماعيلي وقبلهما ما كان يحاك أمام مجلس الشعب يوم الثلاثاء الماضي إنما تهدف لعرقلة عملية التحول الديمقراطي السلمي للسلطة، من خلال أطراف داخلية مازالت لها علاقات قوية مع النظام السابق الذي يدير مخطط الخراب من محبسه في سجن طرة، مستغلا في ذلك عددا من رجال الأعمال الذين كانوا من أركان هذا النظام ومازالوا يتمتعون بالحرية رغم ملفات الفساد الكثيرة المتورطين فيها، مستخدمين في ذلك أموالهم وعدد من وسائل الإعلام المملوكة لهم، بالإضافة إلى الأصابع الخارجية التي فشلت في الاستحواذ على الثورة المصرية».

وأضاف: «هذه الأصابع الخارجية لم تيأس من محاولات تشويهها وتعويق مسيرتها»، داعيا إلى مطالبة أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم ومشاربهم إلى اليقظة والتصدي لهذه المؤامرات.

وطالب البيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، باعتباره رأس السلطة التنفيذية في مصر الآن، لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لحماية الشعب ومنشآته وثورته من هذه المؤامرات، والتصدي لهذا التورط من جهاز الشرطة الذي قال البيان إنه كان يستطيع منع هذه الكارثة إلا أنه اكتفي بالوقوف متفرجا، مما يحمله مع الأطراف السابق ذكرها المسؤولية الكاملة لما تشهده مصر من أعمال عنف.